قُبض عليها في قضية آداب لم تكن لها يد فيها وإنما هي الأقدار التي ساقتها إلى هذا الطريق الضبابي الذي مضت فيه متعثرة في خطاها لا ترى بوضوح موضع قدمها ..
في صباح أبيضانى ، خرجت من عجلي فقد آن زمن الدوام ، نادتها والدتها
- ناهد ألا تريدين شرب الشاي ..؟
- لا يا أمي فقد تأخرت ..
خرجت ثم جلست على مقعد قيادة عربتها الصغيرة التي أهداها لها والدها عندما تخرجت في كلية القانون ..
كان لها حق الإختيار فهي الأولى على دفعتها، لذلك إختارت أن تعمل في قضايا الآداب العامة حتى تقّوم أخلاق مجتمعها على قدر ما تستطيع ولما تميزه بها مهنتها التي إختارتها عن رغبة ملحة ..
عندما وصلت وجدت الجميع ينتظرونها في لهفة وترقب ، كأنها قطعة أقتطعت من الشمس لتزيل عنهم وحشة الظلام ..
طلبت لنفسها كوب من الشاي ثم نظرت إلى المتهمين في قضية الأمس التي ُضبط فيها مجموعة من الفتيان والفتيات في حالة تلبس ، لكنها توقفت من تجوالها فيهم عند فتاة تشبهها كثيراً ، بل لتبدو توأمها إنهما تقريباً في نفس العمر .. كانت المتهمة تنظر إليها بحسد واضح وكأنها تحسدها على مكانتها .. هذا الأمر ازعجها جدا مما حدا بها لسؤالها:
- ما اسمك ..؟
- ناهد عثمان .
ما هذا.. نفس الاسم ونفس الشكل ، سبحان الله ما هذه الصدفة الغريبة ، نفس اسمها وشكلها ، ثم حولت عنها وأصدرت عدة أحكام حتى وصل إلى ناهد ..
- نظراً لأنك غير محصن ولم تكنِ مخمورة عندما تم القبض عليكِ ، حكم عليك بالجلد خمسون جلدة ثم أردفت أيها الشرطي خذها لتنفيذ الحكم ..
أغمضت عينيها .. أخيراً إنتهت وبإمكانها أن تستريح وقبل أن تغمضهما تغمضهما تماماً إذا بلسع الصولجان يلهب ظهرها مما نبهها تماماً ، إلتفتت إلى الجلاد وسألته بدهشة وغضب :
- هل جننت لمَ تضربني..؟
- بل إنتِ التي جننتِ لمَ السؤال ..؟ أليس هذا ما حكمت به ..؟
يا إلهى .. ما هذا .. إستقيظت .. إنما كانت تتخيل نفسها في مكان تلك الشابة الجميلة جداً ، دمعت دمعة حارة فقد كان حلم يقظة .. لا بل خيال جميل وبديع لم تُرد الإفاقة منه لولا هذا الصولجان الذي صوته كفحيح الأفعى ولسعه كلهيب النار …!
في صباح أبيضانى ، خرجت من عجلي فقد آن زمن الدوام ، نادتها والدتها
- ناهد ألا تريدين شرب الشاي ..؟
- لا يا أمي فقد تأخرت ..
خرجت ثم جلست على مقعد قيادة عربتها الصغيرة التي أهداها لها والدها عندما تخرجت في كلية القانون ..
كان لها حق الإختيار فهي الأولى على دفعتها، لذلك إختارت أن تعمل في قضايا الآداب العامة حتى تقّوم أخلاق مجتمعها على قدر ما تستطيع ولما تميزه بها مهنتها التي إختارتها عن رغبة ملحة ..
عندما وصلت وجدت الجميع ينتظرونها في لهفة وترقب ، كأنها قطعة أقتطعت من الشمس لتزيل عنهم وحشة الظلام ..
طلبت لنفسها كوب من الشاي ثم نظرت إلى المتهمين في قضية الأمس التي ُضبط فيها مجموعة من الفتيان والفتيات في حالة تلبس ، لكنها توقفت من تجوالها فيهم عند فتاة تشبهها كثيراً ، بل لتبدو توأمها إنهما تقريباً في نفس العمر .. كانت المتهمة تنظر إليها بحسد واضح وكأنها تحسدها على مكانتها .. هذا الأمر ازعجها جدا مما حدا بها لسؤالها:
- ما اسمك ..؟
- ناهد عثمان .
ما هذا.. نفس الاسم ونفس الشكل ، سبحان الله ما هذه الصدفة الغريبة ، نفس اسمها وشكلها ، ثم حولت عنها وأصدرت عدة أحكام حتى وصل إلى ناهد ..
- نظراً لأنك غير محصن ولم تكنِ مخمورة عندما تم القبض عليكِ ، حكم عليك بالجلد خمسون جلدة ثم أردفت أيها الشرطي خذها لتنفيذ الحكم ..
أغمضت عينيها .. أخيراً إنتهت وبإمكانها أن تستريح وقبل أن تغمضهما تغمضهما تماماً إذا بلسع الصولجان يلهب ظهرها مما نبهها تماماً ، إلتفتت إلى الجلاد وسألته بدهشة وغضب :
- هل جننت لمَ تضربني..؟
- بل إنتِ التي جننتِ لمَ السؤال ..؟ أليس هذا ما حكمت به ..؟
يا إلهى .. ما هذا .. إستقيظت .. إنما كانت تتخيل نفسها في مكان تلك الشابة الجميلة جداً ، دمعت دمعة حارة فقد كان حلم يقظة .. لا بل خيال جميل وبديع لم تُرد الإفاقة منه لولا هذا الصولجان الذي صوته كفحيح الأفعى ولسعه كلهيب النار …!